العلم يبني… والتكنولوجيا تفتح الأبواب، فماذا لو غابت؟

في كثير من المناطق حول العالم، لا تزال المدارس تفتقر لأبسط أدوات التعليم العصري. في بعض قرى أفريقيا مثلًا، يُدرّس الطلاب الكيمياء والفيزياء بدون مختبرات، بدون أجهزة حاسوب، وأحيانًا بدون كهرباء. ومع ذلك، يبقى الشغف بالعلم حيًا، لكن الفرص محدودة، والنتائج محدودة أكثر. هذه الفجوة تُذكّرنا بأن الوصول للمعلومة ليس كافيًا، بل طريقة تقديمها هي ما تصنع الفارق.

4/2/2025

A group of children stands outside holding notebooks with covers showing a logo and photographs. They are wearing school uniforms consisting of white shirts and green shorts or skirts. The setting appears to be a schoolyard with buildings and a clear sky in the background.
A group of children stands outside holding notebooks with covers showing a logo and photographs. They are wearing school uniforms consisting of white shirts and green shorts or skirts. The setting appears to be a schoolyard with buildings and a clear sky in the background.

العلم بدون أدوات… هل يكفي الشغف وحده؟

في كثير من أنحاء العالم، ما زال العلم يُدرّس من على السبورة فقط. تخيّل أن تتعلّم عن تفاعلات كيميائية دون أن ترى تجربة واحدة، أو تُطلب منك فهم قوانين نيوتن دون أن تلمس كرة أو ترى تسارعًا بعينك. هذه ليست خيالًا، بل واقع يعيشه ملايين الطلاب في مناطق تفتقر للتكنولوجيا والموارد، حيث يظل التعليم قائمًا على التلقين، ويحرم الطالب من متعة الاكتشاف والتجربة.

في مثل هذه البيئات، يتحوّل العلم من باب لفهم العالم إلى معادلات محفوظة لا روح فيها. وهذا ليس لأن الطلاب لا يملكون الذكاء، بل لأنهم لا يجدون من يفتح أمامهم نافذة التجربة، الخيال، والتطبيق. الكيمياء والفيزياء ليستا مجرد مواد مدرسية، بل هما أدوات لفهم كيف يعمل كل ما حولنا. بدون مختبرات، بدون صور، بدون تفاعل… كيف يمكن للطالب أن يكوّن علاقة حقيقية مع هذا العالم المليء بالظواهر؟

هنا تبدأ قصة التحوّل.

عندما يتاح للطالب أن يرى التجربة بعينيه، أن يطرح سؤالًا ويجرب بنفسه، يبدأ العلم في أخذ شكله الحقيقي. وهنا تمامًا يظهر الدور الكبير لمعاهد تعليمية مثل سراجاً مُنيرا، التي لا تكتفي بتقديم المعرفة، بل تعيد تقديمها بطريقة تفتح العقل وتحرّك الخيال.

في سراجاً مُنيرا، لا يتم شرح المفاهيم فقط، بل يتم عيشها. الطالب لا يسمع عن التفاعل الكيميائي فقط، بل يشاهده ويتفاعل معه. الفيزياء لا تُقدَّم كمادة جافة، بل كل قانون يُربط بحركة واقعية، بمثال من الحياة، بمشهد مألوف. وهنا يتحول الفهم من حفظ إلى تجربة، ومن تلقين إلى بناء معرفة حقيقية.

حتى في الأماكن التي تفتقر للتكنولوجيا، يمكن للتعليم أن يكون حيًا، ملهمًا، ومحفزًا. كل ما نحتاجه هو طريقة صحيحة في الشرح، وأدوات مبتكرة تُقرب المفهوم من عقل الطالب. وهذا بالضبط ما نفعله في سراجاً مُنيرا — نعيد للعلم روحه، وللتعليم هدفه الحقيقي: أن نصنع أجيالًا تفهم، تتساءل، وتغيّر.

فالعلم لا يحتاج إلى مختبرات ضخمة بقدر ما يحتاج إلى من يُؤمن بأنه أداة للنهضة. وكل طالب، مهما كانت بيئته، يستحق أن يكتشف أن الكيمياء والفيزياء ليستا صعبتين… بل مذهلتين.